قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير ظن نفسه أنه فوق البشر، واستمد من بدلته الميري بطشه وجبروته وقسوته، وبدلا من حفظ الأمن والأرواح بنطاق عمله بقسم المطرية راح الأمين محمد رضوان، يفرض الإتاوات على التجار ويبث الرعب في نفوس المارة، على طريقة «الأمين حاتم»، ولما اندلعت الثورة بحثت جموع المواطنين الغاضبين عنه للثأر من جرائمه لكنه اختفى حينها، وبعد ثورة 30 يونيو، لم تتعلم الداخلية الدرس وأعادت «رضوان» أكثر بطشًا، حيث كان عبارة عن «مأمورية ضرائب متحركة» ووضع تسعيرة لنفسه على كل تاجر ومن يتأخر يكون نصيبه الهلاك، وشاءت الأقدار فضح الأمين رضوان عقب تعديه وآخرين بالضرب على أطباء مستشفى المطرية التعليمي، الخميس الماضي، لتخرج جرائمه للنور.
«التحرير» بدورها انتقلت فى جولة داخل أزقة وشوارع حى المطرية، تسمتع إلى عدد من الأهالى الذين لا تربطهم أى صلة بالأمين محمد رضوان، التى ظنت فى بادئ الأمر وعقب ثورة الـ25 من يناير أنه رحل عن القسم أو كما تمنوه وفقًا لروايتهم بأنه «مات».
إتاوات تحت الإكراه
عدد من تجار الدواجن بحى المطرية، سردوا حكايات «تجبر» هذا الأمين، الذى كان يتلاعب بهم كيفما شاء، كان يقسم الأرزاق على التجار، وفقًا لرغباته، متناسيًا أن الرزق بيد الله وليس بيده الملوثة، من حصوله يوميًّا على قوت أبناء التجار، وأضاف التجار الذين رفضوا ذكر أسمائهم، خوفًا من بطش الأمين محمد رضوان بعد كل ما حدث به، معربين عن سعادتهم بأنه تم «فضحه» ممنين النفس بأن يلقى أشد العقاب، عوضًا عما ما ألحقه بهم من ضرر نفسى قبل الضرر المادى.
بونديرة رضوان كشف التجار عن أن «بونديرة» محمد رضوان، يوميًّا من تجار الدواجن حتى صباح يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011، كانت 100 جنيه يوميًّا، أو فى حالة تكرم الرجل، تكون الإتاوة بمعدل كل يومين 100 جنيه، وكان يتم هذا من خلال قدوم «رضوان» مستقلًّا إحدى السيارات «الميكروباص»، لكى يمر على التجار للحصول على المال الحرام، مؤكدين أن حى المطرية قبل ثورة الـ25 من يناير كان يوجد به أكثر من 10 تجار دواجن، وكل تاجر يمتلك سيارة «نقل» تسافر يوميًّا إلى المزارع لتحميل الدواجن، ومن ثمَّ العودة إلى القاهرة والمطرية وتوزيعها فى ساعات الصباح الأولى من كل يوم، وهنا تأتى الاتصالات من «رضوان» إلى التجار، أو مجرد الـ«رن» حسبما أوضحه أحد التجار فى حديثه لنا.
التنكيل على كل لون لم يكتف الأمين رضوان بالحصول على المال فقط، حسب تأكيد التجار، بل كان يقوم فى حالة «تأخر» التاجر في الرد على اتصاله بمصادرة الدواجن التى كانت على السيارة عند دخولها من الطريق الواصل بين مسطرد والواقع فى نطاق محافظة القليوبية، أو عند دخولها من طريق القاهرة ومطلع طريق حى المطرية، ويقتاد السيارة إلى قسم الشرطة، كنوع من أنواع العقاب الرادع للتاجر على مجرد تأخره فى الرد على سيادة الباشا المبجل أمين الشرطة محمد بك رضوان، كما يقول تاجر الدواجن.
500 جنيه حصيلة الباشا يوميًّا يضيف أحد التجار أن رضوان كان يتحصل يوميًّا من تجار الدواجن على قرابة الـ500 جنيه عن استغلالهم وابتزازهم، وقال التجار: «كان كاسر نفسنا.. ولما الثورة قامت وقسم الشرطة اتحرق فى 28 يناير.. كل التجار راحت للقسم تبحث عن محمد رضوان حيًّا أوميتًا»، وأبدى التجار صدمتهم من ظهور الأمين محمد رضوان مجددًا فى واقعة التعدى على الأطباء بمستشفى المطرية التعليمى، حيث كان ظنهم أنه غادر القسم أو غادر الحياة بأسرها كما تمنوا.
وتعد هذه شهادة أناس تأذوا من بطش «رضوان» قبل ثورة الـ25 من يناير، لتتضح الأمور عقب ثورة الـ30 من يونيو، وخلال الأيام القليلة الماضية، بأن محمد رضوان عاد أشرس وبات بطشه أشد من ذي قبل، ولسان حاله «نحن أمناء الشرطة أسياد الشعب»، وهى بالمناسبة كلمات صدرت من الأمين رضوان للأطباء في أثناء اقتيادهم إلى قسم الشرطة فى سيارة ميكروباص، فجر الخميس الماضى